اقدم لكم اليوم قلما صادقا جريئا مملوء بحب الحق وحب الجموعيه وديدن هذا القلم هو جمع الجموعيه على كلمة الحق ، رفعة وشموخ الجموعيه ، حقوق الريف الجنوبى وجموعية الركاب المسلوبه والمهضومه والتى اشار اليها ولمسها بوخز قوى بقلمه الصادق الأمين وذلك على الصفحة السابعة من صحيفة الحره والصادرة اليوم الأحد الموافق السادس من ديسمبر 2009م وذلك بعددها رقم (207) وذلك تحت العنوان التالى
نتيجه طبيعيه للتناحر والتشاحن
تدنى الخدمات وإنهيار البنى التحتيه جنوب أمدرمان
عندما تقرأ عن الريف الجنوبى فى الصحف او تشاهد صوره حيه له عبر التلفاز فإن اول ما يتبادر لذهنك اهل الجموعيه بإرثهم التاريخى الكبير فى كافة ضروب الحياة ولكن عندما تسوقك اقدامك لترى بعينيك قرى الريف وما تعانيه من تدنى فى الخدمات وشبه انعدام للبنى التحتيه وما وجد منها أكثره منهار فستقف غصه فى حلقك وتذرف عينيك دمعاً سخيناً وأنت ترى قرى كما لو انها من القرون الوسطى تتدنى خدماتها للأسواء كل يوم اسوأ من سابقه
فقرى الريف الجنوبى الإثنتان وسبعون تتناثر فى ذلك الصقع الشاسع فأرضها جدباء لا ترى فيها خضرة الا فى مشروع الجموعيه (7500)فدان والذى يمر الآن بمرحلة الشيخوخه المبكرة من جراء الإهمال او خضره موسميه كما هى فى الشريط النيلى(الجروف) ودون ذلك تنتظر رحمة الرحمن الرحيم القادمة من السماء فى موسم الخريف . والحال البائس هذا يجعلنا نتذكر دوما وصف حكيم زمانه المرحوم سليمان عباس جد الدكتور عمار حامد سليمان معتمد كررى الذى وصف الريف الجنوبى بالريف اليتيم بعد أن رأى إهمال أهله له
وحينما يذكر الريف الجنوبى فنعنى بذلك قبيلة الجموعيه وحينما نذكر القبيله نذكر رموزها فى العهد الحديث فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من تبدل وتغير ومنهم من مات على مبادئه كالمرحوم موسى المبارك الحسن ومنعم جاد الله خير السيد لاعب المريخ فى السبعينيات كرمز رياضى وعنايات عبد الحميد فى السلك الدبلوماسى ومن فطاحلة القانون مولانا بدريه سليمان ومن رجال الأعمال وأشهرهم على الإطلاق بابكر حامد موسى(ود الجبل) ومن رموزهم فى الريف الشمالى لمحلية كررى العلامة الدكتور الحبر يوسف نور الدائم والأستاذ البروف محمد عبدالله الريح ومن الساسه الأستاذ محمد الحسن الأمين ...فهذا غيض من فيض فالجموعيه اغنى من ان يعرفهم مثلى فهم اهل كتاب وركاب كما اثبتت ذلك كتب المرحوم البروف عون الشريف قاسم وكذا تواثيق الباحث المعروف المرحوم الطيب محمد الطيب
ما دعانى لسرد ذلك ما اراه من تدهور خدمات الريف اليتيم كنتيجه طبيعيه لتناحر وتشاحن وتغابن وتفرق قادته قبل ابنائه على كافة المستويات حتى صرنا فى الريف كنقاط المطر كل يأتى منفرداً!!! وصلت نسبة الأمية(65%) فى الريف رغم ما قدمته حكومة الإنقاذ من مدارس فكيف تنمو المنطقه وأهلها يغطون فى نوم عميق كنومة أهل الكهف وكل واحد يعمل لنفسه فقط وهو نوع من عبادة الذات وكما يقول المثل الشعبى(الببقى قدر رقبتو بقصر منها) فهو حالنا اليوم ....فالجموعيه رغم سمعتها التى يعلمها القاصى والدانى لا توجد بها منظمات او هيئات رسميه أو شعبيه لتنمية وتطوير المنطقه الا اثنين متضادتين .. فهيئة تطوير الريف الجنوبى التى انشأها معتمد أمدرمان السابق الدكتور الفاتح عز الدين فى
العام (2005م) وهى تدور فى فلك المؤتمر الوطنى فنسمع جعجعتها ولم نر لها طحناً حتى اليوم يشفع لها
أما الأخرى فهى هيئة تنمية وتطوير الجموعيه الخيريه والتى تأسست فى يوم (18/8/2008) موعد جمعيتها العموميه فقد ولدت بعد مرحلة مخاض استمرت ثلاثه اعوام بعد ان واجهت عقبة منح التصديق لها بفعل دسائس أحد الساسه الذى اوعز للجهات المانحة للتصديق بأن الهيئة هى عبارة عن معارضة للمؤتمر الوطنى فتأخر التصديق ثلاث سنوات . فرغم قصر عمرها الذى لا تستطيع الحكم عليها الا ان الجواب يكفيك عنوانه فالجمعية العموميه والمكتب التنفيذى تم تكوينهما من فرع من فروع الجموعيه وبالأدق من ثلاثه قرى فقط نتيجه لتجاوزهم فى هيئة تطوير الريف ومؤسسات الحزب وان بدأت نشاطها فى الريف متأخرهالا انه على حسب رأيى الشخصى اتوقع تقوقعها فى اطار محدد وحتى مؤسسات الحزب الحاكم المؤتمر الوطنى لم تسلم من التشرد والشلليات فالريف الجنوبى قبل قيام المطار الجديد منقسم لمجموعتين مجموعة المك وهى التى تمثل المؤتمر الوطنى الوعاء الجامع ومجموعه الشيخ التى تعتبر نفسها هى الصفوه والاصل وهم ابناء الحركه الاسلاميه فانقسم الريف قرى تتبع للمك واخرى تتبع للشيخ وما بين المك والشيخ ضاع ما بقى من الريف اليتيم اما الساسه من ابناء الريف الجنوبى فى مجال التشريع والتنفيذ فقد اضافوا لاهمال ريفهم اشياء اخرى .. فالتنفيذى بالاضافه لاهمالهم لمنطقتهم اضافوا لها جرماً اخر بالسكوت عن النطق بالحق وهم يرون اهلهم تستلب حقوقهم من تعويضات واراضى ولم يمن الله عليهم حتى باضعف الايمان وهو الانكار بالقلب فمجالسهم الخاصه تورد اراءهم للعامه ..اما التشريعيون فبالاضافه للاهمال والسكوت عن النطق بالحق اضافوا لها ثالثه الاثافى فمنهم من شرع وسن القوانين واللوائح(غير المجازه) بصوره رسميه وفصلها تفصيلاً عاى ارياف اهله مدعياً بانه يحاول الحفاظ على نسيجهم الاجتماعى فى ظل تمدد المدن صوب الارياف وإن كان الهدف غير ذلك فقد غرتهم كراسى السلطه الوثيره وصولجان الحاكم وهيبته فهى لا محالة إلى زوال ولعلهم نسو او تناسوا ان التاريخ لا يرحم ويسجل فماذا سيسجل لهم فى صحائفهم ؟ وعندما يخرج الواحد منهم من مراكز السلطه وإتخاذ القرار ويدرك فداحة
ما اقترفه فى حق اهله فتراه يرجع للتباكى على اللبن المسكوب وحينها لاينفع الندم كما هو حال بعض منهم الان
ولعل المواقف الناصعة البياض والرجوليه يسحلها التاريخ لصاحبها فها هو ذا المرحوم موسى المبارك الحسن اخر ابنأ الجموعيه وفاء لاهله(حسب رايى) فللرجل القدح المعاى فى انشاء مشروع الجموعيه وهو منخالف الراى للمرحوم المشير جعفر نميرى حول ملكيه الارض فقد اصر ان يسجل اراضى مشروع الجموعيه ملكا حرا واصرعلى ذلك ورفض ضخ الماء فى القنوات ما لم يملك كل مواطن شهاده ارضه ملما حرا ومقواته حفضها
التاريخ (التسجيل قبل التخدير) اى قبل زراعه الارض واخضرارها فمشروع الجموعيه التعاونى الزراعى هو المشروع الوحيد فى السودان المسجله اراضيه ملكا حرا .. وكان الاحرى ان يسمى باسمه بعد وفاته كنوع من الوفاء للرجل
وزد على ذلك القبليه النتنه داخل القبيله الواحده وحتى داخل الريف اليتيم فهذا يتقاضل على ذاك بانه ارفع نسبا وحسبا مما يدل على الجهل والتخلف فقد وصفنى احدهم يوما بعد ان عجز عن مقارعه الحجه بالحجه بانى لا ارقى حتى بملحق لنسب الجموعيه . قد لا يوافقنى كثيرون فيما اكتبه باعتباره من خصوصيات الريف وان الحياه لا تخلو من اختلاف ولكن من اراد التداوى فعليه ان يكون صادقا فى كشف كل الامه واوجاعه للجراح ويتحمل الالام المشاده وما ينتج عنها من جروح وربما يكون اخر العلاج الكى .. ودينى فى الحياه هو حديث الصادق المصدوق(الساكت عن الحق شيطان اخرس) فهل بعد كل ما سردتكنلقى اللوم فى تدهور الريف على وزارات ومؤسسات الدوله ؟ فحتماً لافعلى كل ابن من ابناء الريف الجنوبى ان يسال نفسه اسئله ثلاث ويكون صادقا فى اجاباته ولو فى سره : ما هى حقوق اهلك البسطاء فى الريف عليك ؟ وماذا قدمت لهم ؟ وماذا ستقدم لهم مستقبلا ؟ ان تدهور الريف الجنوبى لام درمان سببه تفرق وتشرذم قادته قبل قاعدته .. لماذا لا ترفع سقوف طموحاتنا فى الريف الجنوبى ونمنى النفس بان يكون منا المعتمد و الوالى وحتى رئيس جمهوريه فبالطبع ليس بالجهويه والعنصريه البغيضه ولا بالتمرد وحمل السلاح ولكن بالكفاءه التى تبدا من التعليم الذى يانى ما يعانى الان فى ريفنا الحبيب .. ان الحكمه ضاله المؤمن انىوجدها اخذ بها لماذا لا يقتدى قادتنا فى الريف برصفائهم من الجعليين الذين قسموا دار جعل ل4 قطاعات لخدمة مناطقهم على راس كل قطاع اقلهم مرتبه وزير او وال ولهم اليه لمتابعه القطاعات ومحاسبتهابدون مجامله فمتى يرتفع قادتنا فى الريف الجنوبى لهذا المستوى من الفهم ؟
انها دعوه للتسامى والتسامح فوق الصراعات والنظرات الضيقه ودعوه لترك الفرقه والشتات لابناء الريف الجنوبى لام درمان .. انها دعوه للوحده والتلاقى والتفاكر حول تنميه وتطوير الريف اليتيم بعيدا عن اجهزه الدوله عبر الجهدالشعبى نرسلها لكل ابناء الجموعيه عامه والريف الجنوبى خاصه من ساسه وراسماليه وفانونيين ورياضيين ومزارعين وموظفين وكافه شرائح مجتمع الريف الجنوبى . ومحزن حقا ان نتفرق وفي فرقتنا اضعنا تراثنا فقد اندثرت قيمه (الركاب)الخيل ونحن اجيال اليوم لا نعرف النحاس فهى دعوه لاحياء تراث الجموعيه الثقافى و الرياضى ودعوة لكفاله الريف اليتيم واجرالكفاله معلوم فى حديث الرسول صلى الله ليه وسلم(انا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنه) فهى دعوه لكفاله الريف اليتيم فهل من مجيب
اللهم إنى بلغت فاشهد