الجموعية أقوام تساكنت على ضفاف النيل شرقه وغربه فى امتداد يشمل ام درمان واريافها جنوبا وشمالا حتى صارت اكثر المجموعات اصالة فى البقعة ومن اقدم قاطنيها و بحسبانهم فرعا لقبيلة الجعليين فهم يمثلون امتدادا طبيعيا للشمال وكيانه الذى يضم اجناسا مختلفين من ابناء عمومتهم الشوايقة والرباطاب وبعض القبائل ضمن المجموعة النوبية وغيرهم..
الجموعية قوم ذوى بأس ورجالهم فرسان مغاوير..حفيظون على تراثهم ومنظومة القيم والعادات والتقاليد بصورة محكمة وهم على ارتباط وثيق بالارض زراعة وفلاحة ومرعى و تاخذ عندهم معنى حياتهم ووجودهم الذى تقادم لمئات السنوات ولقبيلهم اسهامات مشهودة فى حركة النضال والتحررالوطنى وكفاحات الثورة المهدية...
مناطق الجموعية او بتوصيف اخر الريف الشمالى والجنوبى تضطرب هذين اليومين بجدل محتدم حول قضية الاراضى وتوجهات الحكومة ورغبتها فى اعادة تخطيط وترتيب اوضاع المنطقة فى ظل تطور جديد خصوصا موضوع المطار الذى قطع شوطا كبيرا وهو برغم تأثيراته الاقتصادية والحضارية ومايمكن ان يحدثه من طفرات نوعية تفيد المنطقة وساكنيها الا ان الكثيرين ابدوا تحفظاتهم عليه وقبلوه للمصلحة الوطنية خصما على اراضيهم سوى ان الامور تصاعدت فى وتائرمتلاحقة فى موضوع عقودات الاراضى ونزع الملكية وتحديدها بحجة ان المساحات الخالية هى حجز حكومى خالص يجب الاستفادة منه للاستثمار المحض دون اعتبار لحق تاريخى ثابت واصيل فى احقية معظم الاراضى فى المنطقة لهم خصوصا وان الجموعية اكثراصالة فى امدرمان وان اراضيهم فيه ليس منحة او هبة من احد حتى ينتزعها بقراراويغتصبها بسلطان ودون ذلك خرط القتاد ولذا فقد تنادى ابناءهم فى تجمع حاشد للتصدى لموضوع نزع الاراضى والحوار بشأنها مع الجهات المختصة فى ظل تماهى مندوبيهم المعينين من الدولة فى المجالس التشريعية والتنفيذية وهم يدورون مع السلطان حيثما دار يرعون مصالحهم الخاصة الضيقة ولايصدون عن اهليهم غائلة الظلامات المتتالية ولايرفعون من شأن منطتقتهم ونهضتها ونمائها ثم هم لاينفكون يدفعون لتنفيذ كل ماتزمع فعله الدولة دون مراعاة الحقوق او ضرورات التخطيط ولعل غضبة الجموعية على السيد محمدالشيخ مدنى عظيمة جدا وهم اخواله وكان من الاجدربه ان يكفكف من تغول الدولة بحق وبغيره على الحقوق المكتسبة بالتاريخ والاوراق والمثبوتات وهو يحرص على لائحة الاراضى السكنية بولاية الخرطوم التى صدرت بناء على قرار من مجلس الولاية بعيوبها وثقوبها الكبيرة وهى لائحة داخلية لايسندها قانون اودستور وقد تتعارض مع الاتفاقات التى اقرتها الدولة فى نيفاشا وملحقاتها بخصوص ملكية الارض وحق المواطن فى التملك واثباته والسيد مدنى الذى يجمع بين مناصب عديدة تنفيذية وتشريعية يعجزه ان يلتزم بكلمته فى احدى زيارته فى المنطقة خصوصا حديثه بان اللائحة ليست امرا مقدسا ويمكن اعادة النظر بشانها ومراجعتها ومع ذلك تعود تعديلاتها اكثراحكاما ضد مصالح الجموعية مما يثير حفائظ الناس ضده ويحرضهم على الخروج على سلطانه فى نزاعات قد تخلخل الاوضاع فى العاصمة خصوصا وان الجموعية يعتبرون انفسهم بوجودهم فيها انهم صمام امان ضد اى تمردات محتملة او بلبال مرتقب اذ يذودون عن اهليهم وارضهم بدفع من انتماء عميق ورغبة فى الموت دون ارضهم ولذا تجىء اللائحة معيبة فى بنود عديدة ومايتصل بها من عقودالايجار فى دفع العوائد والضرائب والعجز عن دفع الاجرة واحقية الدولة فى نزعها ممايعد تعجيزا مقصودا وتعديا ليس من المصلحة باية صورة من الصور التمادى فيه..
لائحة الاراضى الجديدة التى فتحت طاقة كبيرة وخلقت نزاعا يتسعر أواره يوما بعد يوم قد تفضى الى مالاتحمد عاقبته ولعل العقلاء من تجمع ابناء الجموعية على راسهم السادة عجيب المك وصديق حدوب وعلى نايل والمجموعة يجهدون على احتواء المشكل رعاية لمصالح اهليهم اولا و الذين اختاروهم عن طواعية ورضا بدلا ان يتولى امرهم (النواب) الذين يعرفونهم بسيمائهم وفى لحن القول والذين ظلوا على اختلاف الحكومات اصواتا للدولة ضد جماهيرهم وبنى جلدتهم ولتلافى ماقد ينجم من تواطوء هولاء وانشغالهم بمصالحهم وعجزهم عن نصح الدولة التى اخذتهم بالتعيين دون كفاءة راجحة او رشد مطلوب....من واجب الدولة حتى لايقع المحظور المحذور ان تفتح بابا للحوار بصورة مباشرة مع رموز الجموعية فى خطاب مباشر دون وسيط وفى رحابة ترعى حقوقهم وتحفظ الامن عن تراضى تام بدلا من اغراء نار الفتنة ولن يكون ذلك بغير مراجعة شاملة لتفصيلات اللائحة الجديدة والنظر الى المشكل بصورة كلية تستشرف دور ومكانة الجموعية فى العاصمة وهم احمى لحماها واقرب الى حفظ حدودها ورعاية مصالحها مع الاخذ فى الاعتبار ان تجهد الدولة فى تطوير المنطقة وانمائها بصورة متوازنة وتخصيب ارضها ومشروعها مخزون الامن الغذائى الاستراتيجى للعاصمة وضواحيها اذ تظل مناطق الريف الشمالى والجنوبى فى حال تغذية مستمرة لمتطلبات العاصمة الضرورية بصورة اساسية ويلزمها دفع نحو الافضل بتنمية الريف وحض الناس بالعودة اليه بدعم الكهرباء والماء والصحة والطرق والكبارى تثويرا للمنطقة وتعميرها وان يعمل ابناء المنطقة انفسهم على المطالبة بذلك والعمل مع قادة العمل العام لانجاح مشروعات التنمية المستدامة ...
الحديث عن ازمة اراضى الجموعية التى وصفها احدهم بانها اقرب الى نزاع ابيي وهى من ثم لاتعدو مطالبات الكيانات الجهوية التى تفتح كل يوم بابا لنزاع حول الارض وتهرول الحكومة نحوهم بخيلها وخيلائها تسترضيهم وتخطب ودهم بكل مرتخص وغال ثم وهى تتوسل الى الجموعية بلائحة معيبة تغصب ارضهم وتضغط ببعض ابنائهم لاضاعة الحقوق وتنميق مواقف الناس وتهوين امر غضبتهم واحتجاجهم ومطالبهم المشروعة ولذا يترجى الناس فى اجماع سوادهم الاعظم العمل على ارساء الحقوق وصيانتها بصورة عادلة !!!!