امتدادا لعنوان الاخ اسدالله جزاه الله خيرا نواصل فى سرد سير شخصياتنا التى اثرت الساحة السودانية فى مختلف المجالات ومنهم هذا الرجل القامة الذى لا يكاد يخلو موقع سودانى من سيرته لذلك أحق بمنتدانا ان تحتوى على سيرته العطرة
الزبير باشا ود رحمة الجموعي (1831-1913م)
ولد الزبير بن رحمة بن منصور في جزيرة واوسي في 8 يوليو 1831م الموافق 17 محرم 1246هـ.
تعلم بخلوة أبوقرين ثم بكتاب الخرطوم
نسبه كما يلي: الزبير ود رحمة بن منصور بن علي بن محمد بن سليمان بن ناعم بن سليمان بن ابوبكر
بن عوض بن شاهين بن الامير جميع بن الامير منصور بن المك جموع بن المك غانم بن المك حميدان بن المك صبح ابو مرخة الى اخر
نسب الجعليين.
كان فريقاً في الجيش المصري وتاجراً وادارياً. ولد عام 1831م بواوسي قرب الجيلي من فرع
النعماب الجميعاب, تعلم بالخرطوم وذهب للجنوب عام 1856م حيث عمل بالتجارة ببحر الغزال ومنطقة
الزاندي, وخضعت له بحر الغزال عام 1865م, وكان يديرها من بايو التي اصبحت تسمى ديم الزبير,
ولما ضايقته الحكومة عقد اتفاقية مع الرزيقات عام 1866م لفتح طريق للتجارة عن طريق جنوب
دارفور لكردفان واستطاع في الفترة بين عامي 1869م و1872م من هزيمة الحملات الحكومية
عليه, وأحتل سلطنة (تكما) بعد قتل السلطان ابراهيم محمد حسين المشهور (بقرض) في منواشي,
وضم اليه دار مساليت وتاما وقمر وسولا وتوغل في وداي. وأختلف مع القائد المصري أسماعيل باشا
ايوب, وذهب يشكوه الى الخديوي عام 1875م, ولكن الخديوي اسماعيل منعه من الرجوع ومنحه
رتبة الباشوية, وفي عام 1877م أشترك مع الجيش المصري في الحرب الروسية التركية, وأدى مقتل
أبنه سليمان على يد جسي في عام 1879م الى مزيد من التباعد بينه وبين النظام المصري. وللشك في
تعاونه مع المهدي نفاه الأنجليز الى جبل طارق في الفترة 1885-1887م ولتوسط حاكم عام السودان
(ونجت باشا) سمح له بالرجوع الى السودان عام 1903وعاد لمصر عام 1909م الى عام 1912م.
وتزوج الزبير باشا من النساء عدداً كبيرا عرف منهن عائشة بنت السلطان تكما بن زنقابور ملك النيا
م نيام وغيرهن. ومن شعرائه ابو شورة وبت مسيمس.
سموك الزبير فارساً تشد الحيل
وسموك الزبير فارساً تصد الخيل
وسموك الزبير صالحاً تقيم الليل
وسموك الزبير بتغير هوية ليل
تعلم بخلوة أبوقرين ثم بكتاب الخرطوم فيما ترويه بعض المصادر فحفظ القرآن وتفقه على مذهب الإمام مالك. سافر مع ابن عمه عبد القادر الذي كان يعمل في خدمة التاجر على ابوعموري وكانت أولى رحلاته لبحر الغزال في 14 سبتمبر 1856م ولم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين عاماً. ثم سرعان ما صار وكيلاً له.
توسع في تجارته مما يستوجب تأمين طرقها في كردفان وعقد محالفة مع مشايخ الرزيقات لفتح طريق دارفور ووقع معهم معاهدة مقابل رسم مقرر يتقاضونه منه. وفي عام 1867م لقبه ببك وأنعم عليه الخديوي بالمرتبة الثانية وذلك بعد أن بسط سيطرته على بلاد بحر الغزال.
خاض معارك ضد البلالي الذي بعثه الحكمدار جعفر باشا ليضعف نفوذه مقترحاً تقسيم الاختصاصات والرقعة بينهما.
وقد سجل انتصار الزبير شاعره أبوشورة بقوله:
دقنك دقن الرجال ما هي الدقينة أم طوطة
في اليوم أب حرب سنك تفر مبسوطة
بوارق عنقره وحامد وراك مفروطة
سكيت البلالي لا من وقع في البوطة
حرضته بت مسيمس لحرب مشايخ الرزيقات الذين نقضوا عهدهم بقولها:
جنك تلات ورقات جيب ردهن
صقور الجو حلقن قوم غدّهن
يا مقنع الكاشفات لاحدهن
فتح الزبير دارفور ودخل الفاشر في 22 رمضان الموافق 3\11\1874م وولي أمر البلاد ورقي لرتبة لواء وفُرضت عليه جزية قدرها 15 ألف جنيهاً. وكانت موقعة كبكابية أشهر معارك فتح دارفور وسجلت موقعة حبل مرة بقول الشاعر:
جبل مرة فارس ما بجيه
دخلو الزبير يقدل مشيه
جميع الفارس الكان يبتليه
مرق فوقه الغضنفر وبان جريه
وصل الزبير مصر لمقابلة الخديوي في يونيو 1875م بعد استفحل الخلاف بينه وبين الحكمدارلشرح موقفه. وكان للكثيرين من قومه آراء وتوجسات من مغبة تلك الرحلة حيث جسدتها الشاعرة بت مسيمس في قولها:
من قومة الجهل أنت العظيم منصور
أدوك الامان خايفين عليك الجور
في الخرطوم نزل اتدلى بالبابور
وفي بربر رسا بالقهوة غفر يدور
حلو له الجمال اتوجه العتمور
حلق الريف نزل قال لى مصر دستور
في بلد النصارى كم سحت بالبابور
كل صبحاً جديد راكب على الحنطور
واصلت بت مسيمس قولها فأضافت:
في السودان قبيل ما يشبهوك الناس
يا جبل الدهب الصافي ماك نحاس
بارود انتصار عند غمزة الكباس
خليت المجوس ألين من القرطاس
عدى عصره زين في بلاد الناس
وفي دار الغرب دق للرجالة نحاس
كم قتل سلاطين خلى دارها يباس
ود رحمة الزبير تم الرجالة خلاص
قُتِل خليفته ابنه سليمان ومعه ثمانية من أعمامه في موقعة شكا بغدر من جسي بعد أن عُيّن إدريس أبتر من غردون والذي كان حاكماً عاماً للسودان في 1877م. ورثته بت مسيمس بقولها:
كم يا سليمان شدو ليك على المتبور
وايدك ياب نفل تفعل قدر ماتدور
كم كمل عيالاً تضبط الكبسور
كم كتل عيال فوقها الحرابة تدور
اقترح غردون على الخديوي نفي الزبير إلى جزيرة صقلية بعد أن أجرى له محاكمة غيابيه بتهمة تحريض ابنه سليمان على شق عصى الطاعة وقضت المحكمة بإعدامه ثم عدل الحكم بالنفي. وفي اثتاء زيارة الزبير للشيخ عمر السنوسي في قصره بالإسكندرية وبصحبته عائلته دخل ضابط بريطاني ليبلغ الزبير بدعوة قبطان السفينة(إنديا) لتناول الشاي. وذهب الزبير في الموعد وتحركت السفينة خلسة والتفت إليه القبطان قائلاً يا سعادة الباشا أنت ضيفنا وأسيرنا وسنقودك لجبل طارق. وفي عام 1900م رد اللورد كرومر ما سبق أن صودر منه من أملاكه في عهد غردون وسمح له بالسفر للسودان من مصر. وفي أواخر من عام 1903م رجع للسودان وبقى حتى عام 1905م
وقالت فيه بت مسيمس:
يا شلب البرامكة الفى البلد فرده
طلّق ما هرب، حالف من الشرده
دا البكرم نسابته وبيعرف القعده
طقم الكلفوه ما تلفح الفرده
عاد الزبير إلى مصر عام 1909م وأقام في حلوان وعاد نهائياً للسودان في 10\8\1912م حيث داهمته الملاريا في أواخر ذلك العام. وفي اليوم السادس من يناير 1913م صعدت روح الزبير باشا رحمه بعد أن بلغ من العمر 82 عاماً ودفن في مقبرة بالجيلي تحمل اسمه.
رثته شاعرته بت مسيمس بقولها:
تبكيك دار جعل يا الضل ويا الستره
يا درب الصراط منو البيتخترا
الجود والكرم خلقه الله فيك فطره
فيك معن بن زايد ما يجي قطره
وقالت:
ود رحمه دقر الكنيسة الهام
يا بحر المحيط ما بيقطعوا العوام
تبكيك الغروب من برقو لى دار تام
تبكيك العجم فرتيت نيام نيام
تبكيك العرب من الحجاز للشام
ومن بلد اليمن لى تونس الإسلام
ورثاه شاعر النيل حافظ بك إبراهيم بقوله:
ياروضة النيلين جئت مسلماً فعليك من لدن الإله سلام
لي في ربوعك من رجالك معشر شم إذا جار الزمان كرام
أبن الزبير أبو الفوارس والندى قد غيبته عن حماك رجام
قد كان فخراً للبلاد وذكره باق بها ما كرت الأعوام
كفاه سودتاه كفة حاتم جودا وكفّة عنتر وحسام
ولى فأودع كل قلب حسر وبكى عليه العرب والأعجام
فحباه رب الكائنات نعيمه وسقى ثراه من السماء غما
[center]