تناوشت الجوارح العاصمة الخرطوم ، الكل يريد ان يتحكم فيها ويجد له موضع قدم في جسدها ويقتطع من لحمها فبالامس اتفاقية نيفاشا، اعطت الحركة الشعبية SPLM رطلا من لحمها ، واليوم في ابوجا ، طالبت الحركات المسلحة برطلين اثنين وغدا الشرق ، باي عدد من الارطال سيطالب ؟! وربما بعده الشمال البعيد وكما ورد اخيرا في ادبيات التمرد (قالها بوش بعضمة لسانه FAR NORTH).
هذا وبعدما تصبح الخرطوم عظما سيفر الجميع عائدين من حيث اتوا وسيبقى اهلها يلعقون الدماء ، ويضمدون الجراح ، الم يتركوها بعد هزيمة كررى ؟! كل ذهب في اتجاهه ما وسعهم في ذلك من بهيمة الانعام او حتى راجلين وصمد اهلها عندما استباح السردار المدينة ثلاثة ايام حسوما ، نهبا وقتلا وتدميرا الم يقل احدهم في مجلس الخليفة حينما كان السر دار على الابواب ، (ان نعود إلى بلاد لنحارب السردار – اذا ما وصل الينا – هناك ، فهذه ليست بلادنا) ولكن الخليفة – عطر الله ثراه – عالجه بلطمة على وجهه حينما امر احد مرافقيه قائلا له (لحقه ام اضان : يعني اضربه كف).
اين نحن من الامس ، حينما كان الدكتور عبد الحليم محمد رئيسا لمجلس بلدية الخرطوم ونصر الدين السيد ، ضابطا لبلدية بحرى ومامون الامين ضابطا لبلدية ام درمان وكانت مجالس كل هذه البلديات في ايدي اهل العاصمة : ابراهيم احمد ومحمد احمد البرير ومقبول الصديق والقائمة تطول.
اقول لكل اولئك الاخوة الذين يتناوشون العاصمة الان – دون تعصب او شيفونية – بان سكان الخرطوم لم ينزلوا من السماء وانما هم تمثيل اكيد لكل اهل السودان شماله وجنوبه، شرقه وغربه .. فقد ارتضوا ان يتخذوا من الخرطوم موطنا ثابتا لهم .. واهلنا الجموعية الذين استوطنوا هذه الديار قبل اكثر من خمسمائة عام اين هم الان! لقد ارتضوا الاطراف والهوامش سكنا لهم ، بعضهم في الريف الشمالى وبعضهم في الريف الجنوبي والبعض الاخر في ام بدة.
الباب مازال مفتوحا لمواطنية الخرطوم فمن ولد او عاش فيها او من ولد والده في الخرطوم فهو مواطن اصيل والقوانين ليست عاجزة عن تحديد ذلك بعدد السنين ومن يخرج عن هذه المعادلة القانونية فهو ضيف له الحق في الضيافة وعليه واجبها.
لماذا لا يحكم العاصمة الخرطوم ابناؤها ؟! هل ننسى عندما حاصر اهل دارفور الحاكم المعين في مطار الفاشر ومنعوه النزول من الطائرة لانه ليس من ابناء دارفور ؟!وفي المقابل فقد يتذكر المتذكرون بان الاب فيليب عباس غبوش القادم من جبال النوبة قد فاز في واحدة من دوائر الخرطوم وقد قوبل ذلك الفوز بصدر رحب واريحية بالغة.
مالكم كيف تحكمون ؟!
* حفيد القاضى بقدوش بن
سرور الجموعي
قاضى الجموعية ابان حكم
السلطنة الزرقاء
